المستخلص: اشتمل الباب الأول على تقرير الدلائل الفطرية الدالة على توحيد الألوهية في ثلاثة فصول، حيث تناول الباحث في الفصل الأول تقرير دلالة الفطرة - التي خلق الله الناس عليها - على توحيد الألوهية، وذلك أن الله تعالى خلق الناس على الفطرة، ومعنى هذه الفطرة هو الإسلام، وحقيقته إفراد الله بالعباد، وتوحيده في الألوهية، ولذلك عد النبي صلى الله عليه وسلم التهويد والتنصير والتمجيس تغييرا للفطرة، ولم يذكر الإسلام، لأنه الفطرة التي فطر الناس عليها.
ومما يدل على توحيد الألوهية بالفطرة، كونه جزءا من العهد والميثاق الذي أخذه الله على بني آدم، فدل ذلك على أن توحيد الألوهية مركوز في الفطر.
ومن الدلائل الفطرية على توحيد الألوهية، دلالة توحيد الربوبية عليه، وذلك ما قرره الباحث في الفصل الثاني من الباب الأول، وبين أن الخلق كلهم مقرون لله بالربوبية، يقرون بأنه الخالق المالك المدبر، فيقتضي ذلك إفراده بالخضوع والعبادة وحده لا شريك له، لأن الخالق المالك المدبر هو الذي يستحق الخضوع والإذعان بالطاعة دون غيره. وكذلك من تدبيره تعالى تفرده بلإحسان والإنعام، وجلب المنافع ودفع المضار، والإقرار بذلك لله يقتضي إفراده بالمحبة والخوف والرجاء وسائر أنواع العبادة.
وأما الفصل الثالث فيشتمل على تقرير دلالة توحيد الأسماء والصفات على توحيد الألوهية، لأن معرفة كمال الله تعالى مركوز في الفطر، فيقتضي ذلك إفراد الله بالعبادة، لأن المتصف بالكمال فهو المستحق للألوهية.
وأما الباب الثاني، فيحتوي أربعة فصول، والفصل الأول هو في تقرير دلالة بعثة الرسل - عليهم السلام - على توحيد الألوهية، لأن الحكمة من بعثتهم عليهم السلام هو الدعوة إلى توحيد الألوهية، والتحذير عن الشرك، لذك أكرم الله الرسل وأتباعهم لقيامهم بالتوحيد، وأهلك المشركين لشركهم بالله تعالى، فدل ذلك على وجوب توحيد الألوهية وحرمان الشرك بالله تعالى.
وأما الفصل الثاني فيشتمل على دلالة إنزال الكتب على توحيد الألوهية، لأنها اتفقت على تقريره، وهو أعظم ما قررته هذه الكتب، وإنما أنزلت لتقريره وبيانه، فدل ذلك على أهميته وتأكُّد وجوبه.
والفصل الثالث يشتمل على بيان دلالة شهادة الله على توحيد الألوهية، فتضمن معنى شهادة الله، وبيان شهادته لنفسه بتوحيد الألوهية وهو قائم بالقسط، فيستلزم ذلك العمل بالأمر المشهود به وهو توحيد الألوهية.
واشتمل الفصل الرابع على تقرير دلالة الحكمة من خلق الجن والإنس على توحيد الألوهية، وذلك لأن الله تعالى إنما خلق الثقلين ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا، لأنه تعالى حكيم لم يخلق شيئا عبثا، ولم يترك الخلق هملا، ولم يخلقه لحاجة إليه، بل هو تعالى غني بذاته، والخلق فقير بذاته، فيقتضي ذلك أن يعبده العباد لأن الحكمة من خلقهم عبادة الله وحده لا شريك له.
وأما الباب الثالث فيشتمل على أربعة فصول، والفصل الأول في دلالة الآيات المخلوقة على توحيد الألوهية؛ آيات الأنفس وآيات الآفاق، لأن في خلق الإنسان وما فيها من النعم آية وعبرة تدل على كمال حكمة الله تعالى وكمال خلقه، ما يدل على استحقاقه للألوهية. وكذلك آيات الآفاق من السماوات والأرض والجبال والشمس والقمر والنجوم وغيرها تدل سعتها وعظمتها على كمال عظمة خالقها وجلاله، فدل ذلك على استحقاقه للألوهية.
وأما الفصل الثاني ففي تقرير دلالة الأمثال المضروبة على توحيد الألوهية، لأن الله تعالى ضرب الأمثال في حسن توحيد الألوهية وقبح الشرك، فضرب الأمثال في كلمة التوحيد، والمؤمن الموحد، وفي قبح الشرك، وفي ضعف الآلهة من دونه، وفي المشركين وأعمالهم، ليدل ذلك على استحقاقه تعالى للألوهية.
والفصل الثالث يشتمل على دلالة دليل التمانع على توحيد الألوهية، فدليل التمانع دليل عقلي صحيح، لكن مدلول الآية التي استدل بها أصحاب هذا الدليل هو في التمانع في تعدد الآلهة، وحقيقته إبطال الشرك في الألوهية، لأنه يمتنع تعدد الآلهة كما يمتنع تعدد الأرباب، ولا يصلح الكون إلا بإله واحد، كما أنه لم يوجد إلا برب واحد، فدل دليل التمانع على تفرد الله بالألوهية، ووجوب توحيده بالعبادة.
وأما الفصل الرابع في دلالة أوصاف الآلهة من دون الله على توحيد الألوهية، لأن ما لم يتصف بالكمال لا يكون إلها معبودا، فلا يستحق العبادة، فالآلهة من دون الله كلها مخلوقة مربوبة لله تعالى، فهي مجردة عن جميع معاني الألوهية، وهي متصفة بالعجز والعيوب وصفات النقص، فلا تستحق الألوهية، فدل ذلك على تفرد الله بالألوهية، واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له.
Abstract: Section one comprises affirmation of natural indicators of unity of worship in three chapters. Chapter one: establishment of natural indication. Chapter two: indication of unity of lordship to the unity of worship. Chapter three: indication of unity of lordship to the unity of names and attributes. Section two: this contains four chapters: chapter one: sending the messengers as an indication of unity of worship. Chapter two: revelation of books as an indication of unity of worship. Chapter three: Allah's testimony as an indication of unity of worship. Chapter four: wisdom behind the creation of mankind and jinn as an indication of unity of worship. Section three: this also contains four chapters. Chapter one: created signs as an indication of unity of worship. Chapter two: proverbs as an indication of unity of worship. Chapter three: dialectical prohibition as an indication of unity of worship. Chapter four: attributes of deities other than Allah as an indication of unity of worship.
المشرف على البحث: احمد بن عبدالله محمد الغنيمان
تاريخ إنجاز البحث: 04.05.2011
تاريخ المناقشة: 05.29.2014
أعضاء لجنة المناقشة : سعود بن عبدالعزيز سالم الدعجان,حسن بن علي حسين عواجي,احمد بن عبدالله محمد الغنيمان,